اتحاد أكسفورد يعلن إسرائيل “دولة فصل عنصري مسؤولة عن الإبادة الجماعية”

صوت اتحاد أكسفورد بأغلبية ساحقة على اعتبار إسرائيل “دولة فصل عنصري مسؤولة عن الإبادة الجماعية” خلال مناظرة حامية جرت في 28 نوفمبر 2024، والذي يعتبر حدث تاريخي.

وجاء هذا القرار في إطار نقاش مثير حول الوضع في غزة، حيث وصف رئيس الاتحاد الحرب الإسرائيلية بأنها “هولوكست”.

وتمت الموافقة على القرار بأغلبية 278 صوتًا مقابل 59، مما يعكس تزايد القلق بين الطلاب بشأن السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

وشهدت المناظرة حضورًا كبيرًا من طلاب أكسفورد، حيث كانت الأجواء مليئة بالتوترات والنقاشات الحادة، وقد شهدت المناظرة بعض الفوضى، بما في ذلك طرد أحد المتحدثين المؤيدين لإسرائيل بسبب سلوكه العدائي تجاه طالب فلسطيني.

وخلال المناظرة، قدم يوسف حداد، الناشط العربي الإسرائيلي، مداخلة مثيرة للجدل، حيث استخدم شعارات استفزازية وصورًا أثناء حديثه، وعندما اعترض طالب فلسطيني على تصريحاته، تصاعدت الأجواء، مما أدى إلى تدخل رئيس الاتحاد وطرد حداد من القاعة.

هذه الحوادث تعكس الانقسام الكبير في الآراء حول القضية الفلسطينية في الأوساط الأكاديمية.

وفي لحظة مؤثرة، قرر إبراهيم عثمان-موفي، رئيس الاتحاد، أن يتحدث لصالح القرار بعد أن كان من المقرر أن يتحدث الأكاديمي الأمريكي نورمان فينكلشتاين، وأشار عثمان-موفي إلى مآسي الفلسطينيين، مستشهداً بحادثة تتعلق بشاب فلسطيني يدعى شابان الدلوم، الذي قُتل في غارة إسرائيلية. واعتبر عثمان-موفي هذه الأحداث جزءًا من “الهولوكست” الذي يتعرض له الفلسطينيون.

وتضمنت المناظرة مداخلات من ناشطين بارزين، بينهم الشاعر الفلسطيني محمد الكرد الذي دعم القرار، والناشط الإسرائيلي-الأمريكي ميكو بيليد، الذي وصف هجوم 7 أكتوبر 2023 بأنه “بطولي”، هذه التصريحات أثارت ردود فعل متباينة بين الحضور، مما يعكس الانقسام العميق حول القضية.

ويأتي هذا التصويت في وقت حساس، حيث يتزايد الضغط على الجامعات البريطانية للتعامل مع الاستثمارات في الشركات المرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية.

وقد أُشير إلى أن كلية “أول سولز” في أكسفورد تخضع لتحقيق بسبب استثماراتها في تلك الشركات، مما يضيف بُعدًا جديدًا للنقاش حول دور الجامعات في دعم أو معارضة الاحتلال.

وهذا الحدث يسلط الضوء على الصراع المتزايد بين حرية التعبير والدفاع عن حقوق الفلسطينيين في الجامعات، فالعديد من الطلاب يرون أن هذه المناقشات هي فرصة لتعزيز الوعي بالقضايا الإنسانية وحقوق الإنسان. ومع ذلك، هناك مخاوف من أن تصاعد الخطاب المؤيد لفلسطين قد يواجه ردود فعل قوية من مؤيدي إسرائيل، مما يؤدي إلى مزيد من التوترات في الحرم الجامعي.

إن قرار اتحاد أكسفورد يعكس تحولًا في المناقشات حول فلسطين في الأوساط الأكاديمية، ويعزز الدعوات لزيادة الوعي حول القضايا الإنسانية المرتبطة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ومع استمرار هذه النقاشات، سيكون من المهم مراقبة كيفية استجابة الجامعات والمجتمع الأكاديمي لذلك، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الأحداث على حرية التعبير والنشاط الطلابي في المستقبل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.