الرياض- خليج 24| كشفت وكالة “رويترز” العالمية للأنباء أن القضاء السعودي ثبت التهم الموجهة ضد أطفال المسؤول الكبير السابق في الاستخبارات السعودية سعد الجبري.
واتهم القضاء السعودي أطفال الجبري المعتقلين في المملكة بغسيل أموال والتآمر للهروب من المملكة بشكل غير قانوني.
وهذه تهم ينفيها أبناء الجبري، مؤكدين أنها تهما سياسية ضد والدهم المقيم في كندا الهارب من ولي العهد محمد بن سلمان.
ونقلت “رويترز” عن مسؤول سعودي تأكيده في بيان مكتوب أن القضاء ثبت التهم الموجهة ضد أبناء الجبري بعد قيامهم باستئناف الحكم.
وجاء الاستئناف الذي لم يتم إعلانه مسبقا في الوقت الذي عبرت فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن مخاوفها لكبار المسؤولين السعوديين بشأن احتجاز الأطفال ومحاكمتهم.
وكان عمر وسارة 23 و21 عاما قدما أواخر نوفمبر الماضي استئنافا أمام محكمة الاستئناف في الرياض ضد الحكم عليهما.
وحكم على عمر وسارة في نوفمبر بالسجن 9 سنوات وست سنوات ونصف على التوالي.
وهذا الحكم فقا للأسرة والوثيقة التي قدمها محامو محمد بن سلمان هذا الشهر لمحكمة أميركية.
كما فرضت المحكمة عليهما حظرا للسفر وغرامات بلغ مجموعها 1.5 مليون ريال سعودي (400 ألف دولار أميركي).
وبحسب “رويترز” فإن وثيقة قدمها محامو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمحكمة أميركية هذا الشهر تنظر في قضية الجبري ضد ولي العهد.
وتظهر أن محكمة الاستئناف بالرياض أيدت إدانة عمر وسارة في 24 ديسمبر الماضي.
ولفتت الوكالة إلى أن الوثيقة المؤرخة في الأول من أبريل وعليها ختم مكتب المدعي العام السعودي لخصت التهم الموجهة ضد عمر وسارة.
ومن بينها قيامهما بتعاملات مالية غير قانونية تشمل “أحد المتهمين” لم يتم الكشف عن هويته.
وكذلك التآمر “للفرار من المملكة بطريقة غير قانونية”.
وتؤكد عائلة الجبري أن الشقيقين يقبعان حاليا في أحد السجون في السعودية.
وتقول العائلة إن الشقيقين استأنفا الحكم لكن لم يتم إبلاغهما أو محاميهما بأي إجراءات استئناف أو حكم نهائي.
وذكرت أنه بحلول يناير الماضي اختفت القضية من سجلات المحكمة.
وتؤكد “رويترز” أنها لم تتمكن من مراجعة قاعدة بيانات وزارة العدل على الإنترنت، لأنها غير متاحة للجمهور.
ونقلت عن خبيرين قانونيين قولهما إن عدم اخطار المستأنفين بإجراءات محكمة الاستئناف أو نتيجته يعد “أمرا غير عادي”.
ونبهت إلى أنه عندما سأل المحامي الذي يمثل الشقيقين موظفي المحكمة عن وضع الاستئناف أجابوا أن القضية تم تجميدها.
وبينت-بحسب رواية العائلة- أن ذلك كان “دون الخوض في التفاصيل”.
ونقلت عن خالد وهو نجل الجبري ويعيش في كندا إن الاستئناف “لم يحصل قط”.
وأكد أن هذه المخالفات تشير إلى وجود تدخل من قبل محمد بن سلمان.
ولفتت إلى أن المسؤول السعودي الذي بعث البيان المكتوب لم يقدم وثائق المحكمة المتعلقة بالإجراءات عندما طلبت منه رويترز هذا الأمر.
وادعى المسؤول أنه “تم اتباع جميع الإجراءات القانونية المعمول بها طوال القضية”.
كما تم منح المتهمين جميع حقوقهم، بما في ذلك الحصول على محام”، بحسب زعمه.
وقال المسؤول إن التهم التي أدين بها أبناء الجبري “لا تتعلق بالقضية المرفوعة ضد والدهما”.
لكن مع ذلك تزعم وثيقة غير مؤرخة تقول أسرة الجبري إنها جزء من القضية المرفوعة ضد الجبري من قبل السعودية في كندا.
وهي أن عمر وسارة أخفوا واستخدموا حسابات مصرفية تابعة لوالدهما الذي “نسق وخطط” عملهما دون مزيد من التفاصيل.
وفي أغسطس الماضي قدم الوالد دعوى قضائية في الولايات المتحدة اتهم فيها ولي العهد السعودي بإرسال فريق اغتيال إلى كندا لتصفيته نهاية 2018.
وأكد أن هذه المحاولة كانت بذات الطريقة التي قتل فيها الصحفي جمال خاشقجي في تركيا في 2018.
وقال الجبري إن بن سلمان أراد قتله نظرا لقربه من محمد بن نايف ولأن بحوزته معلومات حساسة عنه من شأنها أن تضر بالعلاقة بين واشنطن والرياض.
ويعد سعد الجبري بين أبرز مساعدي الأمير محمد بن نايف الذي أزاحه الأمير محمد بن سلمان من مكانه.
ونقلت “رويترز” عن خبيرين قانونيين مستقلين القول إن عدم توقيع القاضي الثالث على الحكم أمر غير عادي.
وتظهر نسخة من الحكم قدمتها الأسرة وراجعتها “رويترز” توقيعين تحت اسمي قاضيين ولا يوجد توقيع تحت الاسم الثالث.
ولا يزال مصير أطفال المسؤول الأمني السعودي المقيم بكندا سعد الجبري الذي يتصارع مع ولي العهد محمد بن سلمان على ملفات سرية يكتنفه غموض وسط مخاوف على حياتهم.
وقالت صفحة “سعوديات معتقلات” عبر حسابها بتويتر إنه مضى عام على اختطاف بن سلمان لسارة الجبري برفقة شقيقها عمر.
يذكر أن السلطات السعودية اختطفت سارة وعمر سعد الجبري في 16 مارس/آذار من عام 2020، وسط مطالبات بالإفراج عنهما.
ووصف مراقبون في حينه خطوة الاختطاف بغرض “ابتزاز والدهما” للعودة إلى المملكة.
ونشرت الصفحة مقطعًا مصورًا بذكرى الاختطاف.
وقالت إن سارة سعد الجبري معزولة عن العالم الخارجي بشكل كامل منذ اختطافها.
منظمات حقوقية بارزة رفضت اعتقال سارة وقمعها للضغط على والدها.
وذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن الرياض انحدرت منحدرًا خطيرًا في حقوق الإنسان.
وبينت أن إقدامها على إخفاء سارة سعد الجبري القسري، مؤكدة أن هناك قلق على مصيرهم.
بينما علقت مؤسسة “نحن نسجل” الحقوقية بأن اعتقال سارة رغم مزاعمها بأنها حسنت من حقوق الإنسان لديها.
وكانت وزارة العدل السعودية أخفت بشكل مفاجئ رقم قضية عمر وسارة الجبري ابنا ضابط الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري.
وقال خالد الجبري نجل سعد لصحيفة “واشنطن بوست” إن رقم القضية اختفى من الموقع الالكتروني المختص بالقضايا الجناية في السعودية.
وفي آذار/مارس الماضي اعتقلت السلطات بأوامر من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان كلا من عمر وسارة.
ويعتبر والدهما المقيم في كندا أن عملية الاعتقال هدفها ابتزازه للعودة إلى المملكة لأجل اعتقاله.
وصدرت أحكام بحق كل من عمر (21 عاما) وسارة (20 عاما) وذلك السجن 9 و6 أعوام ونصف على التوالي.
واتهمتهما محكمة محلية في السعودية بـ”غسيل الأموال، والتآمر للهروب من المملكة”.
وأكد خالد لـ”واشنطن بوست” أن شقيقه لم يتمكنا من مقابلة محاميها.
وأوضح أن المحكمة صادقت على لائحة الاتهام التي حضرها المدعي العام.
وزعمت المحكمة السعودية أن مصاريفهما الشهرية هي غسيل أموال، واتهمتهما بمحاولة الهروب من المملكة.
ونبه إلى أن الاتهام بالهروب من المملكة جاء في الوقت الذي كانت فيه المطارات والمنافذ الحكومة للمملكة مغلقة بسبب إجراءات كورونا.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ابن سلمان لم يستجب لدعوة الخارجية الأمريكية في عهد دونالد ترامب بالإفراج عن نجلي الجبري .
ولفتت إلى أن عدم استجابة ابن سلمان للطلب الأمريكي جاءت على الرغم من العلاقة المميزة التي جمعته بالرئيس السابق ترامب.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=18210
التعليقات مغلقة.