إيران توجه تهمة التجسس لبريطانيين اثنين بعد دخولهما البلاد تحت غطاء السياحة والبحث

وجهت إيران تهمة التجسس إلى المواطنين البريطانيين كريغ وليندسي فورمان، متهمةً إياهما بجمع معلومات استخباراتية أثناء وجودهما في البلاد وبارتباطهما بأجهزة استخبارات أجنبية معادية للجمهورية الإسلامية.

وقال المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران، أصغر جهانغير، إن المواطنين البريطانيين “دخلا إيران تحت غطاء السياحة والمشاريع البحثية، لكنهما جمعا معلومات في عدة محافظات.” وأضاف: “تعاون هؤلاء الأفراد مع منظمات واجهة تابعة لأجهزة استخبارات غربية ودول معادية.”

وبحسب صحيفة فايننشال تايمز تم اعتقال الزوجين، اللذين كانا يسافران على دراجتيهما الناريتين، في محافظة كرمان جنوب شرق البلاد الشهر الماضي. وأكدت السلطة القضائية أن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني هو المسؤول عن اعتقالهما.

وقد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية مقاطع فيديو للزوجين وهما يضحكان ويرقصان ويستمتعان بوقتهما في إيران، مما أثار اهتمامًا إعلاميًا واسعًا حول القضية.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية: “نشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد بتوجيه تهم التجسس إلى اثنين من المواطنين البريطانيين في إيران. نواصل إثارة هذه القضية مباشرة مع السلطات الإيرانية.”

وأضافت الوزارة: “نحن نقدم لهما المساعدة القنصلية ونبقى على اتصال وثيق مع أفراد عائلتهما.”

وأعربت عائلة فورمانز، في بيان صدر عبر وزارة الخارجية البريطانية، عن أملها في عودتهما الآمنة إلى الوطن.

وجاء في البيان: “هذا التطور غير المتوقع تسبب في قلق بالغ لعائلتنا بأكملها، ونحن نركز بشكل كبير على ضمان سلامتهما ورفاهيتهما خلال هذا الوقت العصيب.” وأضاف: “نحن على اتصال نشط بالحكومة البريطانية والجهات المعنية، ونعمل بجد لفهم تعقيدات هذه القضية.”

تأتي قضية فورمانز ضمن سلسلة من الاعتقالات التي طالت غربيين ومزدوجي الجنسية في إيران بتهم تتعلق بالتجسس.

وكثيرًا ما تشير الحكومات الأوروبية إلى هذه الاعتقالات باعتبارها مصدرًا رئيسيًا للتوتر مع طهران، إلى جانب الخلافات الأخرى مثل البرنامج النووي الإيراني وسياساتها الإقليمية.

كما تأتي الاعتقالات في وقت يشهد تصاعدًا في التوتر بين طهران وواشنطن. فمنذ اعتماد سياسة “الضغط الأقصى”، أعادت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض عقوبات صارمة على إيران وتعهدت بمنعها من امتلاك أسلحة نووية.

وقد طالبت الولايات المتحدة أيضًا بإنهاء الأنشطة العسكرية الإيرانية في الشرق الأوسط وفرض قيود على برنامجها للصواريخ الباليستية.
وأصرت إيران على مقاومة الضغوط الأمريكية ورفضت أي مفاوضات مع إدارة ترامب.

وفي الوقت الذي أبقت فيه القيادة الإيرانية قنواتها الدبلوماسية مفتوحة مع القوى الأوروبية — بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي وقعت على الاتفاق النووي لعام 2015 — فإنها أعربت عن إحباطها من التحذيرات الأوروبية بشأن إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بسبب أنشطتها النووية.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت طهران تنظر إلى اعتقال الزوجين البريطانيين كأداة ضغط محتملة في المفاوضات المستقبلية، حيث يمكن أن يلعب الدور البريطاني دورًا محوريًا في التأثير على السياسة الأمريكية تجاه إيران.

وتشبه هذه القضية إلى حد كبير اعتقال المواطنة البريطانية-الإيرانية نازانين زاغاري-راتكليف، التي احتجزتها إيران لمدة ست سنوات بتهمة التآمر لقلب نظام الجمهورية الإسلامية، قبل أن يتم إطلاق سراحها عام 2022.

وقد جاء الإفراج عنها بالتزامن مع موافقة بريطانيا على فك تجميد 400 مليون جنيه إسترليني من الأموال الإيرانية، في تسوية لنزاع مالي استمر لعقود.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.