نتنياهو يستميت لإفساد صفقة إنهاء حرب غزة وتخريب وساطة قطر ومصر

أكدت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستميت لإفساد صفقة إنهاء حرب غزة وتخريب وساطة قطر ومصر.

وأوردت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية نقلا عن مصادر لم تسمها، فإن التنازل الكبير الذي قدمته حركة حماس كان من الممكن أن يؤدي إلى إبرام اتفاق تبادل الأسرى في أقرب وقت الأسبوع المقبل.

وقالت المصادر إن نتنياهو يعمل جاهداً على تخريب إمكانية التوصل إلى أي صفقة تبادل مع حماس بسبب ضغوطات الوزر الإسرائيلي إيتامار بن غفير وعلى الرغم من أن حماس وافقت على مطلب إسرائيل بعدم إنهاء الحرب قبل المرحلة الأولى من الصفقة.

وقالت المصادر إن التنازل الكبير الذي قدمته حماس كان من الممكن أن يؤدي إلى إنهاء الصفقة هذا الأسبوع، وبحلول الأسبوع المقبل سيكون بعض الأسرى قد عادوا بالفعل إلى منازلهم.

وأضافت أن الإطار الأساسي الذي جلب مدير الموساد دافيد بارنيا ومدير الشاباك رونين بار واللواء (احتياط) نيتسان ألون من الجيش الإسرائيلي حماس للموافقة عليه قبل بضعة أسابيع، سمح لإسرائيل باستعادة عدد من الأسرى (هناك جدل حول ما إذا كان العدد سيكون 18 كما طالبت حماس أو 33 كما طالبت إسرائيل) كجزء من وقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً.

وفي حال لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق نهائي، كان بإمكان إسرائيل حينها أن تستأنف عملياتها في غزة بعد أن تكون قد تسلمت بالفعل عدداً كبيراً من الأسرى الذين لا يزالون في غزة (تتراوح التقديرات بين 50 و70 أسيرا فقط لا يزالون على قيد الحياة).

ولكن في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات على وشك أن تخرج إلى العلن لتنفيذ الإطار المتفق عليه بالفعل، أضاف نتنياهو شرطين حاسمين جديدين على الأقل سحبا البساط من تحت أقدام المفاوضين الإسرائيليين.

فقد طالب فجأةً بعدم انسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا وعدم السماح لأي قوات مسلحة تابعة لحماس بالعودة إلى شمال غزة.

على الرغم من أن هذه كانت مواقف تفاوضية إسرائيلية في وقت سابق، إلا أن إسرائيل أسقطت هذه المطالب بشكل صريح من أجل التوصل إلى الإطار الحالي، والذي كان بمثابة الاختراق الذي سمح بالعودة إلى المفاوضات الكاملة.

وسخرت المصادر من المطلبين الجديدين اللذين طرحهما نتنياهو، واعتبرتهما غير ذي صلة من الناحية الأمنية، ما يعني أنه لا يهتم سوى بمنع بن غفير من إسقاط حكومته، وأنه يبادر إلى تدمير أي احتمالات للتوصل إلى اتفاق.

ووفقًا للمصادر، توصلت إسرائيل بالفعل إلى اتفاق مع مصر لاستخدام مزيج من أجهزة الاستشعار فوق الأرض – التي ستسيطر عليها إسرائيل – وحاجز سميك جديد تحت الأرض، لمنع حماس من إعادة التسلح حتى بعد أن تسلم قوات الجيش الإسرائيلي المنطقة لمزيج من القوات المصرية وربما الإماراتية.

علاوة على ذلك، لا يزال لدى حماس كميات هائلة من الأسلحة في شمال غزة.

وعلى هذا النحو، قالت المصادر إن قوات حماس ليست بحاجة إلى إعادة الأسلحة إلى شمال غزة بشكل فعلي ومنعها من العودة المسلحة فعليًا لا يحقق شيئًا سوى الشعارات السياسية.

وعلى الرغم من جهود نتنياهو لتخريب المحادثات، تقول المصادر إن جميع المفاوضين المعنيين سيبذلون قصارى جهدهم من أجل تحقيق تقدم في المحادثات، ولن يتخلوا عن المشاركة في المحادثات، رغم أن هناك قلقًا من أن يتم تحميل إسرائيل هذه المرة مسؤولية فشل المحادثات من قبل الولايات المتحدة.

ورغم محاولة إسرائيل اغتيال القائد العسكري لحماس محمد ضيف، إلا أن المصادر لم تشر إلى أي شعور بأن حماس تتراجع عن المحادثات.

في غضون ذلك، تقر المصادر أنه في أعقاب حدثين رئيسيين: أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن في المناظرة التي أثارت إشكالية كبيرة ونجاة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من محاولة اغتيال، فإن نتنياهو أكثر ثقة بأن ترامب سيفوز في إعادة انتخابه ويشعر بضغوط أقل لمواءمة خططه الاستراتيجية مع مطالب بايدن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.