شنت إسرائيل هجوما على المطار الرئيسي في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، في الوقت الذي كان من المقرر أن يغادر فيه رئيس منظمة الصحة العالمية، بعد رحلة سعيا للإفراج عن العاملين الصحيين التابعين للمنظمة المحتجزين لدى الحوثيين.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس في تصريح على قناة إكس: “عندما كنا على وشك ركوب طائرتنا من صنعاء، تعرض المطار لقصف جوي قبل نحو ساعتين. أصيب أحد أفراد طاقم طائرتنا”، وأضاف: “وردت أنباء عن مقتل شخصين على الأقل في المطار”.
وأضاف أن “برج مراقبة الحركة الجوية وصالة المغادرة – على بعد أمتار قليلة من المكان الذي كنا فيه – والمدرج تضررت”، مضيفا أنه ينتظر الآن إصلاح المطار التالف قبل أن يتمكن من المغادرة مع موظفي منظمة الصحة العالمية.
وكان تيدروس في اليمن في إطار مهمة تهدف إلى إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة المعتقلين وتقييم الوضع الصحي والإنساني في البلد الذي مزقته الحرب.
وقال إن المهمة انتهت اليوم، و”نواصل الدعوة للإفراج الفوري عن المعتقلين”.
وتأسست منظمة الصحة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية كجزء من الأمم المتحدة. وتضم المنظمة التي يقع مقرها في جنيف نحو 7000 موظف، كما قدمت الدعم الطبي في غزة ولبنان واليمن.
قال شاهد عيان في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون إن مطار صنعاء تعرض لـ”أكثر من ست” هجمات بينما استهدفت الغارات أيضا قاعدة الديلمي الجوية المجاورة.
وذكر شاهد عيان لوكالة فرانس برس وقناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين إن سلسلة من الضربات استهدفت أيضا محطة كهرباء في الحديدة.
وقالت بيانات للحوثيين إن شخصين قتلا وأصيب 11 في مطار العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، كما قتل شخص وفُقد ثلاثة في ميناء رأس عيسى.
وتعهدت إسرائيل في الأيام الأخيرة بتكثيف هجماتها على الحوثيين. وقال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الاثنين إن إسرائيل ستضرب “البنية التحتية الاستراتيجية وتقطع رأس” قيادة الحوثيين.
وأصيب العشرات في هجوم صاروخي على تل أبيب، السبت، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه. وجاء الهجوم بعد غارات إسرائيلية دامية على موانئ وبنية تحتية للطاقة في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن الخميس.
وذكرت مواقع إخبارية إسرائيلية أن مدير الموساد ديفيد برنياع أوصى باستهداف إيران بشكل مباشر ردا على هجمات الحوثيين.
ومن النادر أن يتم شن هجمات مخططة مسبقًا على مدن أو أماكن يتواجد فيها كبار الشخصيات الأجنبية. والهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء أثناء استعداد طائرة رئيس منظمة الصحة العالمية للإقلاع يضع حليف الولايات المتحدة في معسكر روسيا والقائد الليبي خليفة حفتر من حيث الأمثلة الأخيرة.
في مارس/آذار، هاجمت روسيا مدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية عندما كان رئيس الوزراء اليوناني يزورها، وانفجرت الصواريخ على بعد أمتار منه. وعلى نحو مماثل، شن حفتر هجومه على طرابلس في عام 2019 عندما كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في المدينة.
كان العمل العسكري الإسرائيلي ضد الحوثيين محدودا إلى حد ما هذا العام، حيث ركز على قصف قطاع غزة ومحاربة حزب الله. ولكن مع تدهور الجماعة اللبنانية، واغتيال القيادة الرئيسية لحماس، وتحول غزة إلى أنقاض، يبدو أن إسرائيل تكثف هجماتها على اليمن.
وبدأ الحوثيون بمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر فيما قالوا إنه تضامن مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023. وواصلوا تلك الهجمات على الرغم من الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية، حتى أنهم طلبوا المساعدة الروسية لتعزيز ترسانتهم الصاروخية وقدراتهم الاستخباراتية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69885