تل أبيب- خليج 24| أعلنت وزارة البيئة الإسرائيلية عن إرجاء تنفيذ اتفاق لنقل نفط دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إسرائيل ومن ثم إلى أوروبا.
ويأتي قرار الوزارة الإسرائيلية المختصة رغم محاولات حثيثة بذلتها الإمارات لثنيتها عن اتخاذه.
ومؤخرا، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن بوادر أزمة دبلوماسية بين إسرائيل ودولة الإمارات بسبب مشروع اقتصادي.
وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن بوادر الأزمة التي تلوح بالأفق بين الإمارات وإسرائيل بسبب قرار وزيرة البيئة الإسرائيلية تمار زندبرغ.
ويقضي قرار وزيرة البيئة إلغاء صفقة متعلقة بشحن نفط الإمارات الخام إلى أوروبا عبر الأراضي الإسرائيلية.
وبينت أن الأزمة تدور حول إلغاء الوزيرة للاتفاق المتعلق بشحن النفط الخام والمنتجات النفطية القادمة من الإمارات إلى الأسواق الأوروبية.
وذلك عبر خط أنابيب للنفط في إسرائيل يربط بين البحرين الأحمر والأبيض المتوسط.
وتخطط أبو ظبي في الاستفادة من اتفاق التطبيع مع إسرائيل لتجاوز مرور السفن التي تحمل نفطها عبر قناة السويس المصرية.
وقبل أسبوعين أفرغت ولأول مرة ناقلة نفط عملاقة نفطا إماراتيا في ميناء على البحر الأحمر لنقله برا إلى ميناء ثان على البحر الأبيض المتوسط.
ومن ثم تم نقل النفط الإماراتي إلى أوروبا عبر سفينة نقل أخرى.
ونقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية عن مصادر وصفتها ب”رفيعة” في أبو ظبي تحذيرها من تنفيذ قرار وزيرة البيئة.
وهددت “إذا ألغت الحكومة الإسرائيلية الاتفاقية فعلاً، فهذا من شأنه التسبب بأزمة في العلاقات، وسيعرض للخطر استقرار اتفاقيات أبراهام”.
ووفق المصادر الإماراتية الرفيعة “حتى قبل أن تؤدي الحكومة الجديدة اليمين الدستوري نُقلت رسالة واضحة إلى الإمارات”.
وبينت أن مفادها أن تبادل السلطة في إسرائيل ليس فقط لن يؤدي إلى إسقاط طلب إلغاء الصفقة على الفور.
بل العكس فالوزيرة زندبرغ تعتزم العمل بشكلٍ أكبر على إلغائها، بحسب المصادر الرفيعة من أبو ظبي.
وقبل شهرين، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الإمارات بدأت فعليا في استخدام المشروع الاستراتيجي المشترك والبديل مع إسرائيل لنقل نفطها إلى أوروبا.
وأوضحت قناة “كان” الرسمية الإسرائيلية أن الإمارات وإسرائيل بدأتا فعلا بتطبيق اتفاقهما بنقل نفط أبو ظبي عبر أنبوب (إيلات- عسقلان).
وكشف عن هذا المشروع مؤخرا والذي سيكون بديلا عن قناة السويس المصرية لنقل نفط الإمارات إلى أوروبا.
ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أن السفينة الإماراتية التي رست في ميناء إيلات الإسرائيلي الأحد الماضي ليست سفينة نقل حديد.
وكشفت أن هذه السفين ناقلة نفط عملاقة، وهي تواصل افراغ حمولتها في الميناء الإسرائيلي.
وبثت القناة مشهد السفينة التي تم إيصالها بأنابيب تصل بمركز أنبوب (إيلات – عسقلان).
وبينت أنه يتم ضخ 6 آلاف طن من النفط في الساعة عبر الأنبوب، والتي سيتم نقله لاحقا من ميناء عسقلان لناقلة نفط.
ومن ثم ستتوجه الناقلة هذه إلى أوروبا، وذلك بهدف تجاوز قناة السويس المصرية.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية زعمت سابقا أن السفينة الإماراتية الضخمة ستنقل الحديد.
غير أن القناة الإسرائيلية الرسمية كشفت أن الناقلة بدأت فعليا في نقل النفط.
وقبل أشهر، كشف رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع المخاطر الكبيرة للمشروع السري بين الإمارات وإسرائيل.
وأكد الفريق ربيع خلال لقاء مع قناة “صدى البلد” المصرية أن المشروع سيؤثر بشكل كبير على قناة السويس.
وقال حينها “حتى الآن لم يظهر مشروع ينافس قناة السويس، لكن في الأفق سوف يظهر مشروع مثل مشروع عسقلان”.
وأوضح المسؤول المصري أن القاهرة تتابع بشكل كبير ما يتم الإعلان عنه عن مشروع الإمارات وإسرائيل.
وبين أن أبو ظبي وتل أبيب تسعيان لإنجاح المشروع بتقديم الحوافز والخدمات الجديدة على حساب القناة المصرية.
ونبه الفريق ربيع إلى أن مشروع عسقلان سيؤثر على سفن البترول المارة في قناة السويس بنسبة 16 في المائة.
وكشفت تقارير إسرائيلية وأجنبية مؤخرا عن مشروع بين إسرائيل والإمارات لإنشاء “مشروع عسقلان”.
ويبلع طول المشروع 158 ميلا ويمتد من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط.
وتسعى إسرائيل والإمارات لتوفير بديل أرخص من القناة المصرية عبر شبكة خطوط أنابيب.
وستنقل هذه الخطوط النفط والغاز إلى الموانئ البحرية التي تصل لكل العالم ما يؤثر بشكل كبير على قناة السويس.
وتعد قناة السويس أحد مصادر الدخل الكبرى لجمهورية مصر العربية.
وكشفت تقرير أجنبية مؤخرا عن غضب مصري كبير من الإمارات بسبب هذا المشروع مع إسرائيل.
وقبل أسابيع استعرض الصحفي الإسرائيلي في صحيفة “هآرتس” تسفي بارئيل مواضع تصاعد الخلاف بين الإمارات ومصر.
وأشار إلى أن منها نية مشتركة بين إسرائيل والإمارات لبناء قناة تربط بين البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط.
وأكد المحلل الإسرائيلي أن هذه الخطوات زادت من شكوك مصر بأن إسرائيل والإمارات تنويان تجاوز قناة السويس.
وتتخوف القاهرة من أن هذه الخطوة ستمس جداً بمصدر من مصادر الدخل المهمة، وليس أقل من ذلك المس بمكانتها بالمنطقة.
ولم يخفي إسحاق ليفي الرئيس التنفيذي لشركة خطوط الأنابيب في إسرائيل هدفهم من المشروع مع الإمارات.
وقال “هدفنا هو أن يستحوذ خط الأنابيب على ما بين 12 إلى 17% من أعمال النفط بالقناة المصرية”.
وأوضح لمجلة “فورين بوليسي” قبل أشهر “يضخ الكثير من النفط الخام الخليجي المتجه لأوروبا وأمريكا الشمالية عبر قناة السويس”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=27666
التعليقات مغلقة.