شنَّت طائرة مسيرة إسرائيلية أول هجوم لها على هدف عسكري تابع للسلطات السورية الجديدة يوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، حسبما أفادت منظمة مراقبة حقوق الإنسان ومصدر طبي.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن “طائرة مسيرة إسرائيلية شنت هجومًا استهدف قافلة عسكرية، مما أسفر عن مقتل عضوين من قسم العمليات العسكرية ومدني واحد” في منطقة القنيطرة بجنوب سوريا.
وأكد مصدر طبي أن أحد القتلى كان مسؤولًا محليًا من منطقة غدير البستان.
وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له ولديه شبكة مصادر داخل سوريا: “هذا هو أول هجوم إسرائيلي يستهدف قوات الأمن التابعة للسلطات الجديدة في سوريا.”
وكانت قوات الأمن تقوم بحملة في المنطقة للبحث عن أسلحة في المنازل المدنية، وفقًا للمرصد.
وقد شنَّت إسرائيل مئات الضربات الجوية على أهداف تابعة للجيش السوري المنحل منذ أن أطاح مقاتلون معارضون بالرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر 2025، مما أدى إلى تدمير معظم ترسانة الجيش السوري، حسبما أفاد المرصد.
وفي اليوم نفسه الذي تم فيه الإطاحة بأسد، أعلنت إسرائيل أيضًا أن قواتها عبرت خط الهدنة واحتلت منطقة عازلة تراقبها الأمم المتحدة، والتي كانت تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية على هضبة الجولان الاستراتيجية منذ عام 1974.
وكانت إسرائيل قد احتلت معظم هضبة الجولان من سوريا خلال حرب عام 1967، ثم ضمتها لاحقًا في خطوة لم تعترف بها غالبية الدول على الصعيد الدولي.
وفي وقت حساس للغاية بالنسبة للأوضاع السورية، يشير هذا الهجوم إلى تصعيد جديد في التوترات بين إسرائيل والسلطات السورية الجديدة التي تولت زمام الأمور بعد الإطاحة بنظام الأسد. فقد أصبحت منطقة الجولان السوري المحتلة نقطة محورية في الصراع، حيث تسعى إسرائيل لتعزيز قبضتها على الأرض بشكل أكبر، بينما تحاول القوات السورية الجديدة استعادة بعض من أراضيها وتثبيت سلطتها.
الضربات الإسرائيلية المتواصلة تستهدف في الغالب البنية العسكرية السابقة للنظام السوري، بالإضافة إلى المستودعات التي يُعتقد أنها تحتوي على أسلحة ثقيلة أو ذخائر، وهي خطوة تهدف إلى إضعاف قدرة القوات السورية على الرد. في الوقت نفسه، يواجه المدنيون في المناطق المتأثرة، مثل القنيطرة وغدير البستان، أعباءً ثقيلة، حيث يتم البحث عن أسلحة في منازلهم، مما يزيد من معاناتهم في ظل أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة.
من جهة أخرى، يعكس تزايد الضغوط العسكرية على الأرض تحولات إقليمية ودولية معقدة، في وقت يتزايد فيه النفوذ الإيراني والتركي في سوريا، ما يجعل الأوضاع أكثر هشاشة. ومع استمرار المعارك على جبهات متعددة، يبقى السؤال حول مستقبل الأمن والاستقرار في سوريا وفي منطقة الجولان بلا إجابة واضحة حتى الآن.
وفي هذا السياق، تعتبر سوريا نقطة ارتكاز للصراعات الكبرى، حيث تتداخل المصالح الدولية والإقليمية، مما يزيد من تعقيد الوضع على الأرض. وفي ظل هذه التحولات، يبقى التوتر على الحدود بين إسرائيل وسوريا في الجولان أحد أبرز الملفات التي تحدد مسار الأزمات في المنطقة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70234