أعلنت السلطات الصحية الأمريكية عن أول حالة معروفة لشخص مصاب بسلالة جديدة من مرض “المبوك” (Mpox) في البلاد.
وقد أصيب الشخص بالفيروس أثناء سفره إلى شرق إفريقيا، حيث تم تقديم العلاج له في سان ماتيو، كاليفورنيا، وبحسب المسؤولين الصحيين، فإن الحالة كانت خفيفة، ويقوم الشخص حاليا بالعزل في منزله وهو في حالة تحسن، ولا توجد أدلة على انتشار الفيروس في الولايات المتحدة، مما يجعل الخطر على العامة منخفضًا.
ويعتبر “المبوك” مرضًا معديًا ينتقل من خلال الاتصال الوثيق، بما في ذلك الاتصال الجنسي، أو أي نوع من الاتصال الجلدي المباشر، وتشمل أعراض المرض ظهور طفح جلدي على شكل بثور، وقرح على الجسم، إلى جانب أعراض شبيهة بالإنفلونزا مثل الصداع وآلام الظهر والعضلات.
وبدأ انتشار “المبوك” في الولايات المتحدة منذ عام 2022، عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) حالة الطوارئ الصحية العالمية بسبب تفشي المرض، الذي يعتبر متوطنًا في وسط وغرب إفريقيا.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت المنظمة عن حالة طوارئ صحية عالمية جديدة بسبب سلالة “المبوك” المعروفة باسم “كلاد آي بي” (clade Ib)، التي انتشرت بشكل رئيسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وبوروندي.
ومنذ أواخر سبتمبر، تم الإبلاغ عن أكثر من 3,100 حالة من سلالة “كلاد آي بي” على مستوى العالم، وتشير التقارير إلى أن أعراض هذه السلالة الجديدة قد تكون أكثر حدة، مما يزيد من احتمالية حدوث وفيات. ومع ذلك، لا يزال انتشار “المبوك” في الولايات المتحدة عند مستويات منخفضة.
وقال الدكتور كيسميت بالدوين-سانتانا، مسؤول الصحة في مقاطعة سان ماتيو، إن “الخطر العام من التعرض لسلالة المبوك الجديدة منخفض جدًا، وبالتالي لم تتغير الإرشادات الحالية للوقاية من المرض”، هذا التصريح يعكس الجهود المستمرة لتوعية الجمهور حول كيفية التعامل مع هذا المرض، خاصة في ظل الظروف الحالية.
وتم الإبلاغ عن حالات لمصابين بالسلالة الجديدة في دول مثل تايلاند وألمانيا والهند والسويد والمملكة المتحدة. في المملكة المتحدة، تم تأكيد إصابة أربعة أفراد من نفس الأسرة بالسلالة الجديدة، وهي الحالات المعروفة الوحيدة في البلاد حتى الآن.
وللوقاية من مرض “المبوك”، هناك لقاح مكون من جزئين، وقد دعت مراكز السيطرة على الأمراض في إفريقيا إلى توفير 10 ملايين جرعة من اللقاح بحلول عام 2025 للتصدي لوباء “المبوك”، خاصة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي شهدت حوالي 30,000 حالة مشتبه بها و859 وفاة منذ بداية أكتوبر، مما يمثل 80% من جميع الحالات و99% من الوفيات في إفريقيا هذا العام.
ومع تسجيل حالة الإصابة الأولى في الولايات المتحدة، تبرز التحديات المتعلقة بالاستجابة السريعة والفعالة للفيروس، وبالرغم من أن الخطر العام منخفض، إلا أن اليقظة تبقى ضرورية لضمان عدم انتشار المرض. يتطلب الأمر تعاونًا بين الجهات الصحية المحلية والدولية لمراقبة الوضع وتقديم الدعم اللازم.
وتسلط هذه الحالة الضوء على أهمية الاستجابة السريعة للأمراض المعدية الجديدة والتعاون الدولي في مجال الصحة العامة. في الوقت الذي يتزايد فيه الوعي بشأن “المبوك” والسلالات الجديدة، يجب أن تبقى المجتمعات مستعدة ومتيقظة لمواجهة أي تحديات قد تنشأ في المستقبل.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69186