أتم مسبار الأمل الإماراتي أربع سنوات في مداره حول المريخ يوم الأحد، ويواصل تقديم بيانات علمية حاسمة تساعد الباحثين على فهم أفضل للغلاف الجوي للكوكب الأحمر والطقس والعلامات المحتملة للحياة الماضية.
في 9 فبراير 2021، أصبحت الدولة الأولى عربياً والخامسة عالمياً التي تدخل مدار الكوكب بمركبة فضائية بحجم السيارة.
ومنذ ذلك الحين، استخدم الباحثون في جميع أنحاء العالم بيانات المسبار لملء الفجوات في فهم تاريخ مناخ المريخ، وديناميكيات الغلاف الجوي، ووجود غازات بيولوجية يمكن أن تشير إلى ما إذا كان الكوكب قد استضاف حياة في وقت ما.
كما قدمت المهمة رؤى غير مسبوقة حول الشفق القطبي المريخي وأنماط الطقس وأحد قمري الكوكب، دييموس.
قالت الدكتورة ديميترا أتري، عالمة الفيزياء الفلكية بجامعة نيويورك أبوظبي: “إن الذكرى الرابعة لوصول مسبار الأمل إلى المريخ تمثل علامة فارقة مهمة، ليس فقط بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن للمجتمع العلمي العالمي”.
وأضافت أن نجاح مسبار الأمل مكنه أيضًا من إنشاء مجموعتي البحثية في الجامعة، حيث عمل فريق يضم أكثر من عشرين باحثًا وطالبًا، من بينهم عدد من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، بلا كلل لتحليل وتفسير بيانات المهمة.
ويسمح المدار الإهليلجي الفريد للمسبار بمراقبة المريخ من ارتفاعات مختلفة، مما يوفر رؤية غير مسبوقة لأنماط الطقس والتغيرات الموسمية وتكوين الغلاف الجوي.
ومن بين أهم مساهماتها العلمية إنشاء أطلس عالي الدقة لكوكب المريخ، والذي طوره فريق البحث في جامعة نيويورك أبوظبي.
وقالت الدكتورة أتري: “من خلال تطبيق خوارزميات متقدمة على آلاف الصور ومجموعات البيانات من الأمل، أنتجنا موردًا بصريًا وتحليليًا شاملاً للكوكب بوضوح لا مثيل له”.
كما اكتشف مطياف الأشعة فوق البنفسجية على متن المركبة، وهو أحد أدواتها العلمية الثلاثة، شفقًا قطبيًا لم يسبق له مثيل يمتد لآلاف الكيلومترات عبر الكوكب.
ويستخدم العلماء الآن هذه البيانات لدراسة كيفية تفاعل الرياح الشمسية مع الغلاف الجوي الرقيق للمريخ، وهو ما قد يساعد في تفسير سبب فقدان الكوكب لغلافه الجوي السميك وكميات هائلة من الماء.
كما يستخدم فريق الدكتورة أتري بيانات هوب لتتبع غاز الميثان، وهو ما قد يشير إلى نشاط ميكروبي سابق أو حالي. ومن المعروف أن هذه الغازات تتحلل بسرعة، لذا فإن اكتشافها في الغلاف الجوي للمريخ يشير إلى عملية مستمرة، ربما بيولوجية.
وقالت “نحن نعمل أيضًا على نموذج للتنبؤ بالطقس على المريخ مدعوم بالذكاء الاصطناعي. ويهدف هذا النموذج، من خلال الاستفادة من مجموعة البيانات الشاملة التي يوفرها مسبار الأمل، إلى التنبؤ بأنماط الطقس المريخية، بما في ذلك العواصف الغبارية وتقلبات درجات الحرارة، بدقة ملحوظة”.
وأضافت “إن مثل هذه الأدوات ضرورية للتخطيط للمهام المستقبلية وضمان سلامة رواد الفضاء على هذا الكوكب.”
وقد وضع نجاح المهمة دولة الإمارات العربية المتحدة على خارطة استكشاف الفضاء العالمية، ومهد الطريق لمهام أكثر طموحاً.
ويعمل المهندسون الإماراتيون حالياً على تطوير مسبار محمد بن راشد إكسبلورر، الذي سيتم إطلاقه في عام 2028 لاستكشاف سبعة كويكبات، وسيمر بالقرب من كوكبي الزهرة والمريخ للوصول إليها.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70531