أبحاث سعودية تكشف أهمية الطحالب الكريتينية في بناء وصيانة الشعاب المرجانية

تعتمد الحياة البحرية في البحر الأحمر على الحفاظ على بيئة متوازنة لحماية التنوع البيولوجي والموائل الحساسة، حيث يرتبط بقاء كل نوع بصحة محيطه، هذه التفاعلات المتبادلة دفعت باحثة سعودية لاستكشاف الدور الحيوي للطحالب في تغيير النظم البيئية والتحقيق في تأثير نقص الأوكسجين الليلي على الطحالب الكبيرة والطحالب الكريتينية، خاصة في أشهر الصيف الحارة.

د. طيبة العمودي، طالبة دكتوراه في علوم البحار بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وزملاؤها قاموا بدراسة كيفية مساهمة الطحالب في النظم البيئية للشعاب المرجانية ودورها في دورة المغذيات واستقرار البيئة البحرية.

ومع ذلك، تم ربط التغير المناخي بظاهرة ارتفاع درجة حرارة المحيطات ونقص الأوكسجين، مما يؤدي إلى زيادة الطبقية وتقليل ذوبانية الأوكسجين، وهو ما يضر بصحة الطحالب.

وقالت العمودي لصحيفة “عرب نيوز” إن مصدر إلهام بحثها، الذي يحمل عنوان “تأثيرات التغير المناخي والإمكانات البيوتكنولوجية للطحالب البحرية”، كان “التحولات البيئية التي تحدث في النظم البيئية للشعاب المرجانية، حيث تبدأ الطحالب في السيطرة على مناطق كانت غنية بالشعاب المرجانية”.

وأضافت: “على الرغم من أن الطحالب قد تبدو في موقف متقدم على الشعاب المرجانية في المحيطات الأكثر حرارة، أعتقد أن الوضع أكثر تعقيدًا. فالطحالب، مثل الشعاب المرجانية، تتأثر أيضًا بالضغوط البيئية مثل نقص الأوكسجين الليلي، وهو انخفاض في مستويات الأوكسجين بعد غروب الشمس عندما يتوقف التمثيل الضوئي وتستمر عملية التنفس”.

وتهدف أبحاث العمودي إلى “استكشاف شكل النظام البيئي المتوازن في ظل التغير المناخي” وتعميق الفهم حول الهشاشة والقوة لكل من الشعاب المرجانية والطحالب. وأضافت أن هذه الرؤية توفر فهماً أعمق لديناميكيات النظام البيئي للشعاب المرجانية وتدعم تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للحفاظ على توازنها وصحتها في المستقبل.

وقد تم التركيز في دراستها على نوعين من الطحالب كان لهما علاقة مباشرة بالشعاب المرجانية، وكان البحث حولهما محدودًا في منطقة البحر الأحمر.

وأكدت العمودي: “نولي اهتمامًا خاصًا للطحالب الكريتينية نظرًا لدورها الحاسم في بناء وصيانة الشعاب المرجانية”.

وقالت: “تقوم هذه الطحالب بإيداع كربونات الكالسيوم في جدران خلاياها، مما يعمل كإسمنت طبيعي يقوي الهياكل المرجانية ويوفر أساسات ضرورية لاستيطان وتنمية يرقات الشعاب المرجانية”.

استخدم الباحثون طرقًا لتعديل تركيزات الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون والنيتروجين في مياه البحر لمحاكاة ديناميكيات الأوكسجين الطبيعية في الشعاب المرجانية وتقليد ظاهرة نقص الأوكسجين الليل، حيث تم قياس معدلات التنفس الأيضي، وإنتاج الأوكسجين، وكفاءة التمثيل الضوئي، والعمليات الأيضية لتقييم تأثيرها على صحة الطحالب ووظائفها.

وأوضحت العمودي أيضًا أنه “نقوم بدراسة التغيرات في المجتمعات الميكروبية المرتبطة بالطحالب ومراقبة العلامات المرئية مثل التلون أو التدهور النسيجي”.

وأظهرت نتائج التجارب أن “الطحالب الكبيرة والطحالب الكريتينية تساهم بشكل كبير في التخفيف من تأثيرات تسخين المحيطات من خلال إنتاج الأوكسجين بشكل كبير خلال النهار، مما يؤدي غالبًا إلى فائض من الأوكسجين الذي يعزز من مرونة الشعاب المرجانية”، ومع ذلك، قالت إن هذه الفائدة تتأثر في الليل عندما يتوقف التمثيل الضوئي.

ويزيد التغير المناخي من تفاقم نقص الأوكسجين الليلي من خلال رفع درجات حرارة المياه، مما يقلل من ذوبانية الأوكسجين ويزيد من معدلات الأيض.

وأضافت العمودي: “ترتفع درجات الحرارة، مما يزيد من احتياجات الأوكسجين لكافة مكونات المجتمع المرجاني، مما يفاقم استهلاك الأوكسجين ويؤدي إلى نقصه ليلاً”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.