واشنطن بوست: قطر تفرض نفسها لاعباً محورياً في دبلوماسية الأزمات الدولية

أبرزت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه رغم صغر حجمها السكاني، فرضت دولة قطر نفسها لاعباً محورياً في دبلوماسية الأزمات الدولية، من الشرق الأوسط إلى أفريقيا وأوكرانيا.

وبحسب الصحيفة فإنه مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع إلى الخليج، تتجه الأنظار إلى الدوحة، حيث تنشط الوساطة القطرية على جبهات متعددة وسط عالم يزداد اضطراباً.

في مقابلة مع واشنطن بوست، أوضح رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كيف تواصل بلاده انتهاج سياسة “الدبلوماسية الهادئة” لتحقيق التوازن بين المصالح المتضاربة وإيجاد حلول واقعية للنزاعات.

وأكد الشيخ محمد أن العلاقة مع واشنطن تتجاوز التعاون الأمني والدفاعي، لتشمل قضايا إقليمية معقدة كالمفاوضات النووية مع إيران، ورفع العقوبات عن سوريا، والأزمة المستمرة في غزة.

في هذا السياق، شدد على أن الدوحة تحث الطرفين الأميركي والإيراني على التوصل إلى اتفاق سريع لتفادي مزيد من التصعيد.
أما في الملف السوري، فأبدى المسؤول القطري انفتاحاً مشروطاً قائلاً: “نحن نسعى لتفاهم مع الولايات المتحدة بشأن تخفيف العقوبات، مع الأخذ بعين الاعتبار أداء الحكومة السورية الجديدة”.

غزة: وساطة فعالة رغم التحديات

في غزة، لعبت قطر دوراً حاسماً في التوسط لإطلاق سراح الأسرى عقب حرب أكتوبر 2023. بفضل جهودها، أُطلق سراح أكثر من 130 أسيرا في صفقات معقدة شاركت فيها واشنطن والقاهرة.

إلا أن الشيخ محمد أشار إلى أن فقدان الثقة بين الأطراف عرقل تقدم المرحلة الثانية من الاتفاق، لكنه أكد أن قطر تواصل العمل “بصبر وإصرار”.

ورغم الحصار المشدد، تواصل قطر جهودها لفتح ممرات إنسانية لغزة، من خلال التنسيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل، في محاولة للتخفيف من الوضع الكارثي.

دبلوماسية تتجاوز الإقليم

لا يقتصر النشاط الدبلوماسي القطري على قضايا الشرق الأوسط. فقد لعبت الدوحة دوراً بارزاً في ملف أفغانستان، سواء عبر استضافة محادثات طالبان خلال إدارة ترامب أو بالمساعدة في إجلاء المدنيين خلال انسحاب القوات الأميركية في عهد بايدن.

كذلك تساهم قطر في جهود الوساطة بأفريقيا، لا سيما بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي.

ويختزل الشيخ محمد فلسفة بلاده الدبلوماسية بعبارة بسيطة: “نحن دولة صغيرة، لكن لدينا امتداد واسع”. فبفضل شبكة علاقات موثوقة ونهج براغماتي، تمكنت قطر من تحقيق تأثير يفوق حجمها، مستندة إلى مبدأ “الدبلوماسية الهادئة والصبر الطويل”.

ومع زيارة ترامب المرتقبة إلى المنطقة، يتعزز موقع قطر كوسيط لا غنى عنه في ملفات شائكة تتراوح بين الأزمات الإقليمية والتوترات الدولية، فيما تواصل الدوحة تقديم نموذج دبلوماسي فريد يعتمد على الحضور الذكي والواقعية السياسية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.