الرياض – خليج 24| قال معهد Washington Institute الأمريكي إن هجمات جماعة أنصار الله “الحوثيين” على أبو ظبي لا تُعتبر حادثة مفاجأة، بل تصعيداً عسكرياً مباشراً.
وأشار المعهد في تقرير مطول له إلى أنه ويمكن للهجمات المستمرة على المدى الطويل أن تدّمر سمعة الأمارات بأنها بلد آمن
وذكر أن هجوم أبو ظبي جاء بوقت تحقق القوات المتحالفة مع الإمارات مكاسب في ساحة المعركة في اليمن.
ونبه المعهد إلى أن الحوثيون يحاولون تكبيد أبو ظبي تكاليف باهظة على خلفية انخراطها في المعركة.
وقال إنه وبالنظر إلى استراتيجية الاستهداف القائمة على مبدأ العين بالعين للحوثيون وتحذيراتهم بشن هجوم على الإمارات، لا تُعتبر مفاجأة بل تصعيداً.
وذكر أن النجاح الذي حققته بساحة المعركة أثار الحوثيين الذين اختاروا الانتقام مباشرة من الإمارات على أراضيها، لإخراجها من القتال العسكري.
وأوضح المعهد أن السؤال الرئيسي هو كيف سترد الإمارات في اليمن.
وقال: “القادة الإماراتيون يدركون أن الانضمام مجددًا للمعركة قد يستفز الحوثيين، ولا شك أنهم سمعوا تهديدات علنية بالانتقام”.
وأضاف: “الأسئلة التي تطرح نفها هنا، هل ستواصل أبوظبي دعم حلفائها في اليمن للتصدي بالقوة للحوثيين”.
وتابع: “ربما حتى تزيد انخراطها في محاولة لاستعادة مأرب بالكامل؟ أو هل ستتراجع تماشياً مع السياسة الخارجية الأقل تدخلاً التي أخذت تعتمدها في الآونة الأخيرة؟
وبحسب المعهد، سيُؤدي هجوم أبو ظبي لإحياء أسئلة سابقة حول ما إذا كان يجدر بالولايات المتحدة حماية حلفائها الخليجيين من قذائف الحوثيين.
وقال: “وكيف يمكنها القيام بذلك في الوقت الذي تعارض فيه عملياتهم الهجومية في اليمن”.
وأكد أن إدارة الرئيس جو بايدن تتعاطي بحذر مع السعودية حيال هذه المشكلة، وقد تضطر الآن إلى القيام بالمثل مع الإمارات.
كما قال منتدى الخليج الدولي إن “جماعة الحوثي المدعومة من إيران تعرف أن سمعة الإمارات بصميم أهدافها الاستراتيجية”.
وأوضح المنتدى في تقرير له أن الجماعة كانت تأمل بـ”تحقيق ضربة موجعة مع تكلفة متدنية لهم”.
وأشار إلى أنه في حال تكررت هذه الهجمات على العاصمة الإماراتية أبو ظبي، فإن “سمعة واحة الأمن في الشرق الأوسط قد تتضرر”.
وذكر أن الدولة الخليجية “بنت علامة قوية وصورة بإمكانها تحمل الهجمات الأخيرة إلى حد ما”.
ويبلغ عدد سكان الإمارات 10 ملايين، 90 في المئة منهم أجانب من 200 جنسية مختلفة.
وباتت أبوظبي تفرض نفسها كمركز مالي وللأعمال، بفنادقها الفخمة وأبنيتها الحديثة وأبحاثها التكنولوجية وسعيها لاقتصاد متنوع المصادر.
وتحاول الإمارات تقديم نفسها كواحة “أمن وأمان” للأعمال والترفيه وجسر إلى العالم، داخل شرق أوسط تعصف به النزاعات والفقر.
وتعمل على تقوية نفوذها الدبلوماسي في المنطقة، وباتت وجهة مفضلة لكثيرين وخصوصا الباحثين عن فرص عمل، رغم تدخلاتها الخارجية.
كما نشر موقع “ستراتفور” الاستخباري الأمريكي تفاصيل مثيرة عن تداعيات وتبعات هجوم الحوثيين” على منشآت وقود كبرى في أبو ظبي.
وقال الموقع إن توالي الردود سيدفع نحو سلسلة ضربات تقوض سمعة الإمارات كمركز تجاري آمن.
وأشار إلى أن هجوم أبو ظبي سينتج عنه دعم عسكري ودبلوماسي أمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن ويضع ضغوطا على الحوثيين.
وبين الموقع أن بدء الحوثيين بحملة أطول ضد الإمارات فسيحلق ضرر كبير بسمعتها كمكان آمن للاستثمار وممارسة الأعمال التجارية.
وأكدت أن هذه الهجمات ستضر باستراتيجية التنويع الاقتصادي لأبو ظبي.
ونوه إلى أن الإمارات تخشى من إثارة مواجهة عسكرية قد تخيف السائحين والشركات والمستثمرين، وهي ركائز أساسية لاستراتيجيتها للتنمية الاقتصادية.
ويرتكز اقتصاد دبي على التجارة مع إيران.
ويحتمل أن تكون التحديات بمثابة قيود تشغيلية للرد على ضربات الحوثيين ضد الإمارات، واعتبارات سياسية بأنها تضر بعلاقات أبو ظبي وطهران حليفة الحوثيين.
وذكر الموقع أن هجمات أبوظبي تهدد جهود الإمارات وإيران لإصلاح العلاقات بينهما.
وبين أن ضربات الحوثيين يمكن أن تدفع الإمارات لدور عسكري أكثر نشاطًا في اليمن؛ ما ينتج عنه هجمات حوثية جديدة تستهدف أراضيها.
وذكر أن أبو ظبي ظلت تاريخيا ناجية من معظم آثار عدم الاستقرار في المنطقة بفضل عقود من سياساتها الخارجية غير التدخلية.
لكن نهجها تغير بعد الربيع العربي، عندما خلصت لوجوب المشاركة المباشرة بالشؤون الإقليمية؛ لمنع منافسين مثل الإخوان المسلمين وإيران من تهديدها.
وأقر مسؤول إماراتي رفيع بحقيقة طبيعة الهجوم الذي نفذته جماعة أنصار الله “الحوثيين” في اليمن على أهداف في عاصمة الإمارات أبو ظبي قبل أيام.
وقال سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة إن الجماعة استخدمت صواريخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة بهجوم أبوظبي.
وأشار إلى أنه هجوم أبو ظبي لم يقتصر على طائرات دون طيار، ما يبرز حجم الهجوم والتهديد الذي يشكله على الإمارات.
وأوضح العتيبة خلال لقاءٍ نظمه المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي إن هناك “عدة هجمات”.
ونبه إلى أن الأنظمة الدفاعية لأبوظبي اعترضت بعض القذائف والقليل منها لم تعترض.
يذكر أن الإمارات قالت إن الهجمات نتج عنها مقتل ثلاثة عمال بمنشأة لشركة النفط بمنطقة صناعية بأبوظبي وأشعلت حريقًا بمطار المدينة الدولي.
وذكرت أنها ناتجة عن هجوم الحوثيين بطائرات بدون طيار.
بينما حديث العتيبة يؤكد أنها هجوم أكبر وأكثر جرأة على الإمارات.
ويرفع الهجوم على أبو ظبي التي تعد موطنًا لمركز التجارة والتمويل والسياحة المهيمن في المنطقة، مخاوف من تطور ترسانة الحوثيين.
ويؤكد ذلك ما نشرته شبكة “ap news” الإنجليزية تقريرًا قالت فيه إن الإمارات سعت إلى إخفاء هجوم الحوثيين على منشأة وقود ضخمة في أبو ظبي.
وقالت الشبكة إن مسؤولي الإمارات لم يعترفوا بشأن الهجوم الذي تعرضت له أبو ظبي إلا بعد ساعات عديدة.
وأشارت إلى أنه ومع دانة دول أخرى للهجوم، كسر الدبلوماسي الإماراتي أنور قرقاش حاجز الصمت معترفًا بهجوم الحوثيين على أبو ظبي.
وذكرت الشبكة أن صور الأقمار الصناعية تظهر آثار الدخان يتصاعد فوق مستودع وقود لشركة النفط الوطنية في حي المصفح في العاصمة.
ونبهت إلى أن الدخان عقب “الهجوم العنيف على منشأة نفطية في الإمارات والذي تبناه الحوثيون في اليمن”.
كما قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن عودة جماعة أنصار الله “الحوثيين” استهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي بطائرات مسيرة أمس خلفه أسباب كامنة.
وأكدت الصحيفة أن الاستهداف جاء انتقامًا للحملة العسكرية التي لا هوادة فيها من الضربات الجوية السعودية القاتلة.
وذكرت أن الهجوم على أبو ظبي جاء لانخراطها بعمق بحرب اليمن منذ 7 سنوات رغم سحب قواتها بعامي 2019 و2020.
وبينت الصحيفة نقلا عن نائب وزير الإعلام في صنعاء نصر الدين عامر أنه رد على “التصعيد الإماراتي في اليمن بمحافظتي شبوة ومأرب”.
وارتفعت حصيلة قتلى وجرحى هجوم “الحوثيين” على صهاريج نقل بترولية وحريق بمطار أبوظبي في الإمارات إلى 3 قتلى و6 إصابات.
وأعلن الحوثيون عن شن عملية عسكرية في العمق الإماراتي.
بينما قالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” إن انفجارًا في 3 صهاريج نقل محروقات بترولية بمنطقة المصفح بأبو ظبي.
وأشارت إلى أن التحقيقات الأولية تشير لرصد أجسام طائرة صغيرة.
وأكدت شرطة أبوظبي “اندلاع حريق صباحًا ما تسبب بانفجار 3 صهاريج نقل محروقات بترولية بمصفح آيكاد 3 قرب خزنات أدنوك”.
ونبهت إلى أنه “وقع حادث حريق بسيط في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي”.
وبحسب التحقيقات فإن أجسام طائرة صغيرة لطائرات بدون طيار وقعتا بالمنطقتين قد تكونان تسببتا بالانفجار والحريق”.
وأشارت إلى أن السلطات المختصة فتحت تحقيقا موسعا حول سبب الحريق والظروف المحيطة به.
بينما ظهر المتحدث العسكري باسم الحوثيين “يحيى سريع” للحديث عن كشفهم خلال ساعات تفاصيل عملية بالعمق الإماراتي.
كما قال التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إنه رصد وتابع تصعيدا عدائيا باستخدام طائرات مسيرة من قبل الحوثيين.
ونبه أن عددا من الطائرات المسيرة انطلقت من مطار صنعاء الدولي.
وأكد التحالف تدمير 3 طائرات مسيرة أطلقت باتجاه المنطقة الجنوبية في السعودية.
وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين “محمد البخيتي” إنه لا يعرف مكان إطلاق الطائرات المسيرة.
لكن أوضح أنها انطلقت من مطار صنعاء يأتي كذريعة لاستهداف المطار.
ونبه أن ضربة اليوم التي استهدفت أبوظبي كانت موجعة، وأنها مجرد بداية إذا لم توقف الإمارات عدوانها، حسب قوله.
وحذر “البخيتي” الإمارات من أن العملية العسكرية ما زالت مستمرة، وأنها في بدايتها.
وأكد أن جماعته تتعامل بصبر كبير مع الإمارات.
يشار إلى أن الحوثيون بثوا فيديو عام 2019 يعود لاستهدافهم منشآت في مطار أبوظبي الدولي في عام 2018 بطائرة مسيرة.
لكن الإمارات نفت تعرض المطار لأي هجوم، وقالت إن الحادث الذي وقع في المطار تسببت به مركبة إمدادات.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=39167
التعليقات مغلقة.