روسيا وأوكرانيا تتبادلان 292 سجينًا بوساطة إماراتية

أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية، أن روسيا وأوكرانيا نفذتا عملية تبادل جديدة للأسرى شملت إطلاق سراح 292 سجينًا، بواقع 146 من كل جانب، وذلك بوساطة إماراتية.

وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) إن هذه العملية ترفع العدد الإجمالي للأسرى الذين جرى تبادلهم بين البلدين بوساطة إماراتية إلى 4641 أسيرًا منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022، عبر 17 عملية تبادل تمت برعاية مباشرة من أبوظبي.
وفي بيان رسمي، شكرت وزارة الخارجية الأوكرانية كلًا من روسيا والإمارات على تعاونهما في إنجاح الصفقة الأخيرة. وأكدت أن الجهود الإماراتية المستمرة لعبت دورًا محوريًا في تيسير عمليات التبادل رغم الأوضاع المعقدة الميدانية والسياسية.

ويأتي الإعلان بعد أيام قليلة من زيارة رسمية قام بها رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى موسكو، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وخلال اللقاء، وجّه الشيخ محمد الشكر لبوتين على دعمه لمساعي الإمارات في الوساطة الإنسانية، بينما أشاد بوتين بجهود الإمارات ومساهمتها في تيسير الحوار الإنساني بين موسكو وكييف.

خلفية الحرب المستمرة

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، قُتل عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين على حد سواء، فيما أجبر ملايين الأوكرانيين على النزوح داخليًا أو اللجوء إلى دول أوروبية. وتعتبر قضية الأسرى إحدى أكثر الملفات حساسية في الصراع، إذ تشمل جنودًا من الخطوط الأمامية ومدنيين اعتُقلوا خلال العمليات العسكرية.

وعلى الرغم من استمرار العمليات القتالية بوتيرة عالية في شرق أوكرانيا وجنوبها، فقد شهد ملف الأسرى بعض الانفراجات بفضل وساطات دولية، أبرزها الإمارات التي قدمت نفسها كوسيط محايد يحافظ على قنوات اتصال فعّالة مع الطرفين.

وتؤكد أبوظبي أن دورها يقتصر على الجانب الإنساني من خلال تسهيل تبادل الأسرى وإجلاء الجرحى والمصابين، بما يتماشى مع التزاماتها بالقانون الدولي الإنساني. وأشارت (وام) إلى أن الإمارات لعبت دور الوسيط الموثوق في جميع عمليات التبادل الـ17 التي جرت حتى الآن، مستندة إلى خبرتها الدبلوماسية وقدرتها على التواصل مع موسكو وكييف في الوقت نفسه.

وتنظر كييف إلى عمليات التبادل باعتبارها نجاحًا مزدوجًا: فهي تعيد المقاتلين إلى صفوف الجيش الأوكراني، وتُظهر في الوقت نفسه أن هناك إمكانية لتحقيق مكاسب عبر القنوات الدبلوماسية حتى وسط الحرب. أما موسكو، فتعتبرها دليلًا على التزامها بالاتفاقيات الإنسانية، رغم استمرارها في العمليات العسكرية.

سياق سياسي أوسع

تزامنت عملية التبادل مع تحركات دبلوماسية أوسع؛ إذ التقى الرئيس الروسي بوتين مؤخرًا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قاعدة جوية بولاية ألاسكا، في أول زيارة له إلى أراضٍ غربية منذ بدء الحرب. ووفق تقارير إعلامية، ركّز اللقاء على مستقبل المفاوضات بشأن الصراع الأوكراني، مع بحث ملفات أمنية واقتصادية أوسع نطاقًا.

ويرى مراقبون أن الإمارات، من خلال دورها المتكرر في ملف الأسرى، تعزز موقعها كوسيط إقليمي ودولي قادر على لعب أدوار إنسانية في نزاعات معقدة. كما يساهم هذا الدور في إبراز صورتها كدولة تتبنى “الدبلوماسية الإنسانية”، في وقت تتسابق فيه القوى الإقليمية على لعب أدوار مؤثرة في القضايا الدولية الكبرى.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.