حبوب بدل الإبر… FDA تفتح الباب لأول علاج فموي من فئة GLP-1 لإنقاص الوزن

في خطوة وُصفت بأنها تحوّل مفصلي في سوق أدوية السمنة، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على أول دواء فموي من فئة GLP-1 يُستخدم لإنقاص الوزن والمحافظة عليه، منهيةً احتكار الحقن لهذا النوع من العلاجات الذي شهد رواجًا غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة.

وأعلنت شركة نوفو نورديسك الدنماركية رسميًا حصولها على الضوء الأخضر لطرح ويغوفي الفموي (Oral Wegovy)، وهو دواء يعتمد على المادة الفعالة سيماجلوتايد نفسها الموجودة في حقن ويغوفي الأسبوعية، لكن بصيغة حبوب تؤخذ يوميًا، ما يُعد قفزة نوعية في سهولة الاستخدام وإتاحة العلاج لشرائح أوسع من المرضى.

وقال ديف مور، نائب الرئيس التنفيذي لعمليات نوفو نورديسك في الولايات المتحدة، إن الموافقة التنظيمية على ويغوفي الفموي “قد تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة ملايين الأميركيين”.

وذكر أن التحدي لم يعد يقتصر على تطوير أدوية فعالة، بل على تسهيل الوصول إليها أيضًا وأن كثيرين كانوا مترددين أو رافضين للعلاج بسبب الاعتماد على الحقن، وهو ما تسعى الصيغة الفموية إلى تجاوزه.

ويرى أطباء أن الدواء الجديد قد يوسّع قاعدة مستخدمي علاجات GLP-1، خاصة بين المرضى الذين يعانون من رهبة الإبر أو صعوبات التخزين، إذ لا تحتاج الحبوب إلى التبريد، كما أنها أقل تعقيدًا من حيث الاستخدام اليومي مقارنة بالحقن الأسبوعية.

 

نتائج سريرية تضاهي الحقن

استندت نوفو نورديسك في طلب الموافقة إلى تجربة سريرية استمرت 64 أسبوعًا وشملت أكثر من 300 مشارك من المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن، أظهرت أن من التزموا بتناول الحبوب يوميًا فقدوا في المتوسط 16.6% من وزن أجسامهم، وهي نسبة قريبة جدًا من النتائج المسجلة مع حقن ويغوفي التي طُرحت لأول مرة عام 2021.

أما من حيث السلامة، فأظهرت البيانات أن الآثار الجانبية متشابهة في الشكلين الفموي والحقني، وتتركز أساسًا في اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الغثيان والإسهال والتقيؤ، وهي أعراض معروفة ضمن هذه الفئة الدوائية.

ومن المتوقع أن يُوصف ويغوفي الفموي للبالغين الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، وهو ما يُعرّفه مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بمؤشر كتلة جسم يبلغ 30 أو أكثر.

وتُعد السمنة في الولايات المتحدة مشكلة صحية مزمنة واسعة الانتشار، إذ تؤثر — بحسب بيانات رسمية — على نحو طفل واحد من كل خمسة أطفال، وشخصين من كل خمسة بالغين.

وغالبًا ما يُستخدم الدواء ضمن برنامج علاجي متكامل يشمل حمية غذائية منخفضة السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني، كما قد يُوصف لبعض المرضى بهدف تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

التحول بين الحبوب والحقن

أوضحت الشركة أن بعض المرضى الذين يستخدمون حاليًا حقن ويغوفي بجرعة 2.4 ملغ قد يتمكنون من التحول إلى الحبوب اليومية بجرعة 25 ملغ، بعد التوقف عن الحقن لمدة أسبوع.

وفي الاتجاه المعاكس، يمكن لمستخدمي الحبوب الانتقال إلى الحقن الأسبوعية بدءًا من اليوم التالي للتوقف عن تناول الأقراص.

لكن نوفو نورديسك شددت على ضرورة استشارة الطبيب قبل أي تغيير في الشكل الدوائي أو الجرعات، نظرًا لاختلاف آليات الامتصاص ومتطلبات الاستخدام.

ومن الناحية العملية، يتطلب تناول الحبوب الفموية الانتظار لمدة 30 دقيقة قبل الأكل، لضمان امتصاص أفضل للمادة الفعالة. في المقابل، تحتاج الحقن إلى التخزين في الثلاجة ضمن درجات حرارة محددة، وهو ما يشكّل عائقًا لبعض المرضى.

أما من حيث السعر، فأعلنت الشركة أن تكلفة ويغوفي الفموي ستبدأ من نحو 149 دولارًا شهريًا لغير المشمولين بالتأمين، بينما قد تنخفض مساهمة المرضى المؤمن عليهم إلى 25 دولارًا أو أقل. ويُعد ذلك أقل من أسعار بعض جرعات الحقن التي تصل إلى مئات الدولارات شهريًا دون تأمين.

سباق تنافسي في سوق المليارات

تأتي الموافقة الأميركية في وقت تحتدم فيه المنافسة داخل سوق أدوية إنقاص الوزن، إذ تعمل شركة إيلي ليلي على تطوير دواء فموي منافس من فئة GLP-1 يُعرف باسم أورفورغليبرون، ويتوقع محللون أن يسعى بدوره للحصول على موافقة FDA خلال الفترة المقبلة.

وبحسب نوفو نورديسك، من المقرر أن تبدأ إتاحة حبوب ويغوفي الفموية في الصيدليات الأميركية مع بداية يناير/كانون الثاني 2026، بعد انطلاق التصنيع بالفعل في ولاية كارولاينا الشمالية. وسيُصرف الدواء بوصفة طبية فقط.

ويرى مراقبون أن دخول الحبوب الفموية إلى هذا المجال قد يغيّر شكل علاج السمنة عالميًا، ويفتح مرحلة جديدة يصبح فيها فقدان الوزن دوائيًا أكثر سهولة… وأقل اعتمادًا على الإبر.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.