قالت وكالة بلومبيرغ إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى إلى أن يطرح على المملكة العربية السعودية فكرة الاستثمار في رياضته المفضلة “الغولف”.
وبحسب الوكالة يخطط ترامب للظهور على المسرح في ميامي بيتش يوم الأربعاء المقبل لمخاطبة كبار رجال المال والتكنولوجيا، إضافةً إلى المضيف الرئيسي للفعالية وهو صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
وذكرت أن ترامب يحاول التوسط في صفقة لاستثمار صندوق الاستثمارات العامة السعودي في رياضته المفضلة – الغولف.
وبحسب الوكالة فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وعد ترامب بأن المملكة الغنية بالنفط ستعزز التجارة والاستثمار في الولايات المتحدة بمقدار 600 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة.
لكن ترامب رد قائلاً إن هذا “غير كافٍ”. ومع ذلك، فقد ساعد هذا التعهد في جذب بعض أغنى رجال الأعمال الأمريكيين إلى النسخة الأمريكية من قمة “مبادرة مستقبل الاستثمار – الأولوية”، وهو الاسم الرسمي للمؤتمر السعودي، حيث يتطلعون إلى الاستفادة من تدفق المزيد من الأموال بين البلدين.
وللسنة الثالثة على التوالي، يمثل المؤتمر، الذي يديره صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، فرصةً لأولئك الذين يسعون لكسب دعم القائمين على أصول بقيمة 925 مليار دولار. لكن هذه المرة، ولأول مرة على الإطلاق، سيكون رئيس الولايات المتحدة نفسه حاضرًا لدعمهم.
وقالت كارين يونغ، الباحثة البارزة في جامعة كولومبيا: “السعودية وقيادتها ستقدران هذه البادرة. كما أن ذلك يوضح كيف يقيس الرئيس ترامب العلاقة: بطريقة قائمة على الصفقات ولكن أيضًا بشكل متبادل المنفعة.”
وسينضم إلى ترامب في الحدث الملياردير والممول كين غريفين، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل، إريك شميدت. كما سيحضر مؤسس أوبر ترافيس كالانيك ومالك فريق نيويورك ميتس ستيف كوهين. وتبلغ القيمة الإجمالية لثروات هذه النخبة من الحضور أكثر من 100 مليار دولار، وفقًا لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات.
كما سيحضر المؤتمر الرؤساء التنفيذيون لأوبر وأوراكل، إلى جانب محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ياسر الرميان، في فندق فاينا بميامي بيتش.
نجاح السعودية في استقطاب ترامب ليكون المتحدث الرئيسي في الفعالية يعكس العلاقة الوثيقة والتشابك المالي بين الطرفين.
إذ أن مؤسسة ترامب تخطط لإنشاء برج سكني يحمل علامتها التجارية في جدة.
كما أن جاريد كوشنر، صهر ترامب، يعد صندوق الاستثمارات العامة السعودي أحد أكبر المستثمرين في شركته الخاصة للأسهم الخاصة “أفينيتي بارتنرز”.
ويسعى ترامب الآن إلى أن تساعده السعودية في تنظيم لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ورغم التقارب المالي، إلا أن العلاقة بين إدارة ترامب والسعودية ليست خالية من التوترات.
فقد أصدرت المملكة بيانًا شديد اللهجة تدين فيه اقتراح ترامب بترحيل سكان غزة إلى الأردن ومصر، وتحويل القطاع إلى “ريفييرا” عالمية.
ومن المتوقع أن يجري ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، مقابلة مع كوشنر يوم الخميس لمناقشة الموضوع.
يؤكد الحشد الرفيع المستوى في ميامي بيتش أهمية السعودية اقتصاديًا وسياسيًا، حتى بعد سنوات من الجدل حول سجلها الحقوقي.
وقد عُقدت النسخ السابقة من مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” وسط ظلال مقتل الصحفي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين.
لكن المملكة تمكنت من إعادة بناء علاقاتها مع المستثمرين الدوليين، كما يتضح من هذا الحدث.
ويمثل مؤتمر ميامي استعراضًا للعلاقات المتشابكة بين الولايات المتحدة والسعودية، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الرياض، واستقطاب استثمارات سعودية ضخمة، وحتى التوسط في صفقات كبرى مثل الاستثمار في الغولف أو إنهاء الحرب في أوكرانيا. ومع ذلك، فإن التوترات السياسية، لا سيما حول غزة، لا تزال تشكل تحديًا أمام هذه الشراكة المتنامية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70648