تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لمناقشة فكرته بشأن نقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن من أجل إعادة بناء القطاع.
وقد أثارت تعليقات ترامب حول نقل الفلسطينيين من غزة قلق المصريين، الذين يرون في نقل الفلسطينيين من غزة إلى أراضيهم تهديدًا للأمن القومي. وتتضمن فكرة ترامب أيضًا تهجير مليوني شخص.
وفي بداية الحرب، عندما أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الفكرة، أوضح السيسي أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تعرض اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر للخطر.
وأكدت القاهرة الاتصال وقالت إن السيسي دعا ترامب لزيارة مصر في أقرب وقت ممكن من أجل “تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ومناقشة القضايا والأزمات المعقدة التي تواجه الشرق الأوسط”، وكذلك للمشاركة في افتتاح المتحف المصري الجديد.
وقالت الرئاسة المصرية إن ترامب وجه دعوة مفتوحة للسيسي لزيارة واشنطن.
وقال المتحدث باسم السيسي إن الاتصال كان إيجابيا وإن الزعيمين ناقشا “أهمية مواصلة تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من أجل تثبيت وقف إطلاق النار”.
وصرح ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية يوم السبت الماضي إنه يريد من الأردن ومصر أن تأخذا الفلسطينيين من غزة إلى أراضيهما “مؤقتا أو على المدى الطويل” بينما يتم “تنظيف” غزة.
وقال مسؤولون أميركيون إن تعليقات ترامب مرتبطة بالدمار الهائل في غزة والحاجة إلى جهود إعادة الإعمار الضخمة.
وقال مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف إن هذه العملية قد تستغرق ما بين 10 إلى 15 عاما، وأكد أن غزة “غير صالحة للسكن” حاليا.
على مدار الأسبوع الماضي، تحدث ترامب ثلاث مرات علناً عن فكرته بنقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن.
وقال ترامب إنه يعتقد أن مصر والأردن ستوافقان في نهاية المطاف على إبعاد الفلسطينيين من غزة ردا على المساعدة التي تلقوها من إدارته على مر السنين.
وكانت مصر الدولة الوحيدة، إلى جانب إسرائيل، التي حصلت على إعفاء من قرار ترامب بتجميد جميع المساعدات الخارجية الأميركية.
من ناحية أخرى، قال السيسي ووزير الخارجية الأردني علناً في الأيام الأخيرة إنهما يعارضان فكرة ترامب.
وفي يوم السبت، أصدرت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية، بعد اجتماع لوزراء خارجيتهم في القاهرة، بيانا مشتركا يرفض فكرة ترامب.
وأكد المشاركون في البيان على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل تخطيط وتنفيذ عملية إعادة الإعمار الشاملة في قطاع غزة، في أقرب وقت ممكن، بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم.
وأكد وزراء الخارجية العرب معارضتهم لأي محاولة للمساس بحقوق الفلسطينيين في غزة في أرضهم “من خلال إخلاء تلك الأرض من أصحابها بالتهجير أو تشجيع التهجير أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي شكل من الأشكال أو تحت أي ظرف أو مبرر”.
وأضافوا أن مثل هذه الخطوة ستهدد الاستقرار، وتستمر في تأجيج الصراع في المنطقة، و”تقوض فرص السلام”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70439