ترامب: لا تخصيب لليورانيوم في الاتفاق النووي المحتمل مع إيران

في موقف حاسم يعكس تصلّب الإدارة الأمريكية تجاه البرنامج النووي الإيراني، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الاتفاق النووي المحتمل مع طهران لن يتضمن أي سماح بتخصيب اليورانيوم، مناقضًا بذلك تقارير إعلامية تحدثت عن مرونة أمريكية في هذا الملف الشائك.

وتُعدّ قضية تخصيب اليورانيوم أبرز نقاط الخلاف بين واشنطن وطهران منذ انطلاق الجولة الأولى من المحادثات النووية في 12 أبريل/نيسان الماضي.

فعلى مدى خمس جولات تفاوضية، تمسّكت إيران بحقها في التخصيب للأغراض المدنية، بينما شددت الولايات المتحدة على منع طهران من تطوير قدرات تمكّنها من الاقتراب من العتبة النووية.

ورغم التقدّم في بعض الملفات التقنية، لا تزال طهران ترفض الرد على عرض أمريكي جديد قالت واشنطن إنه يمثل “فرصة مقبولة” لإنهاء الجمود.

نفي رسمي بعد تسريبات “أكسيوس”

جاء موقف ترامب بعد أن نشرت صحيفة “أكسيوس” تقريرًا نقلت فيه عن مصادر أمريكية أن الاقتراح المقدم يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة داخل أراضيها، دون المطالبة بتفكيك كامل للمنشآت النووية. وهو ما أثار جدلًا واسعًا حول نوايا واشنطن.

وردّ ترامب على تلك التقارير في منشور على منصته “تروث سوشيال”، قائلاً: “بموجب اتفاقنا المحتمل، لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم!”. وأكد أن التقارير التي تتحدث عن غير ذلك “غير صحيحة على الإطلاق”.

وفي بيان رسمي، قالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إن الرئيس ترامب “ملتزم بمنع إيران من حيازة سلاح نووي”، مضيفة أن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف قدم اقتراحًا مفصلًا “ينسجم مع هذا الالتزام، ومن مصلحة إيران قبوله”.

ورغم رفض الكشف عن تفاصيل المقترح احترامًا لسرية المفاوضات، أكدت الإدارة الأمريكية أن الاقتراح لا يمنح إيران امتيازات خارجة عن الأطر الدولية المتعارف عليها.

مشروع لتشكيل اتحاد نووي إقليمي

بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن أحد البنود التي يجري الحديث عنها في كواليس التفاوض هو تشكيل اتحاد إقليمي لإنتاج الطاقة النووية، بحيث تُدار عمليات التخصيب بشكل مشترك بين عدة أطراف، وتخضع لرقابة صارمة.

ويُنظر إلى هذا المقترح كمحاولة لتجاوز عقدة السيادة التي تثيرها إيران، دون فتح الباب لسباق تسلح نووي في المنطقة.

في المقابل، أكدت إيران أنها “لن تتخلى عن حقوقها الطبيعية”، وعلى رأسها الحق في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة عقب لقائه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي: “نرفض الأسلحة النووية ولا نسعى إليها، لكننا لن نقبل باتفاق ينتقص من سيادتنا أو يحرمنا من التقدم العلمي”.

وأضاف عراقجي: “قدمنا تضحيات كبيرة لتحقيق أهدافنا النووية، وسنواصل هذا المسار بما يتوافق مع القوانين الدولية”.

الخط الأحمر الإيراني: “حق التخصيب”

أكد محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن التخصيب يُعد “خطًا أحمر” للجمهورية الإسلامية. وقال في تصريح صحفي الأحد: “لا يمكن لأحد الادعاء بأن إيران لا تملك هذا الحق. هذه المسألة محكومة بقوانين ومعاهدات، ولسنا مستعدين للتخلي عنها”.

وبحسب تقارير استخباراتية أمريكية، فإن إيران تملك القدرة التقنية لإنتاج يورانيوم مخصب بدرجة تسلح خلال أقل من أسبوعين، ويمكنها تصنيع قنبلة نووية خلال أشهر إذا قررت المضي في هذا الطريق. إلا أن طهران تصرّ على سلمية برنامجها، وتطالب برفع العقوبات المفروضة عليها مقابل الامتثال للاتفاق.

وحتى الآن، لم تُصدر إيران ردًا رسميًا على العرض الأمريكي الأخير، ما يزيد من حالة الغموض المحيطة بمصير المحادثات. وبين تصلب واشنطن وإصرار طهران، يبقى مستقبل الاتفاق النووي معلقًا، في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية ويزداد الضغط الدولي على الطرفين لتفادي الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.