استاد كرة القدم في الدوحة يصدح بهتافات التضامن مع فلسطين خلال المبارة

تتجلى مشاعر التضامن مع فلسطين في قلب الدوحة خلال مباريات كرة القدم، حيث تتحول الملاعب إلى منابر تعبر عن الهوية الوطنية.

في مباراة تصفيات كأس العالم ضد الكويت، تجمعت حشود من المشجعين الفلسطينيين في استاد جاسم بن حمد، مستعرضين الأعلام الفلسطينية والكوفية، معبرين عن دعمهم لفريقهم.

أحمد، شاب يبلغ من العمر 14 عامًا، كان من بين الحضور. بعد أن فرّ من غزة، حيث تعرضت عائلته للنزوح نتيجة التصعيد العسكري، وجد أحمد في الدوحة فرصة للالتقاء بأبناء وطنه، يقول أحمد: “أشعر أنني عدت إلى منزلي في غزة عندما أسمع هذه الهتافات”، ومع بدء المباراة، انطلقت الهتافات: “بدمنا، بروحنا، نفديك يا فلسطين!”، مما زاد من حماس الجمهور.

وتحت قيادة لاعب الوسط الفلسطيني، مصعب البطاط، أعلن اللاعبون أنهم يمثلون صوت الشعب الفلسطيني، وقد عبر البطاط عن أهمية هذه اللحظة، قائلاً: “نأمل أن نقدم الفرح لمن يعانون في غزة”، وكانت المباراة بمثابة فرصة لإظهار القوة الجماعية والدعم الذي يتلقاه الفريق من جماهيره.

الهتافات لم تتوقف عند حدود الاستاد، بل كانت تجسيدًا لهوية فلسطينية قوية، أحد المشجعين، وهو أب يحمل ابنه على كتفيه، قال: “لقد جئنا هنا لدعم فلسطين، وأريد أن يتعلم ابني عن تراثنا”، كان الأب حريصًا على أن يتعرف ابنه على هتافات مثل “فلسطين حرة!”، مما يعكس أهمية نقل الثقافة والهوية للأجيال القادمة.

ومع بداية المباراة، كانت الأجواء مشحونة بالطاقة والحماس، الهتافات والطبول ملأت الهواء، مما جعل اللاعبين يشعرون بالدعم الكبير من جمهورهم، وعندما أحرزت فلسطين هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، انفجر الاستاد بالهتافات: “فلسطين! فلسطين!”، حيث اقترب المشجعون من الملعب لتقديم التحية للاعبين.

ولا تعكس هذه المباريات مجرد جانب رياضي، بل تساهم أيضًا في تعزيز الهوية الفلسطينية في المهجر.

إن الهتافات والاحتفالات تسلط الضوء على القضايا التي يواجهها الشعب الفلسطيني، وتجعل من كرة القدم وسيلة للتعبير عن الأمل والصمود، كما تُظهر هذه اللحظات كيف يمكن للرياضة أن تجمع الناس وتوحدهم حول قضايا مشتركة.

وبعد المباراة، أشار مدرب الفريق، مكـرم دابوب، إلى أهمية الدعم الجماهيري في تحفيز اللاعبين، قائلا: “حبهم لشعبهم هو ما يدفعهم للتنافس، يريدون أن يحملوا العلم الفلسطيني إلى كأس العالم”، هذه الكلمات تعكس روح الفريق وإرادته في تقديم الأداء الأفضل، ليس فقط من أجل الفوز، بل من أجل تمثيل القضية الفلسطينية.

وتظهر مباريات كرة القدم في الدوحة كيف يمكن للرياضة أن تكون منصة للتعبير عن الهوية والتضامن، من خلال الهتافات، يُعبر الفلسطينيون عن آمالهم وأحلامهم، ويستحضرون ذكرياتهم وهمومهم. إن دعم الفريق الفلسطيني في المهجر هو أكثر من مجرد تشجيع رياضي؛ إنه تعبير عن الهوية، وعملية إعادة بناء الروابط مع الوطن، وتجديد العزم على مواصلة النضال من أجل الحرية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.