ارتفاع نشاط ترامب التجاري في الخليج يثير اتهامات بتضارب المصالح

قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن ارتفاع نشاط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجاري في منطقة دول الخليج العربي يثير اتهامات بتضارب المصالح وشبهات فساد.

وأبرزت المجلة اختيار شركة مرتبطة بالعائلة الحاكمة في الإمارات العربية المتحدة العملة الرقمية المستقرة USD1، التي أطلقها أبناء الرئيس دونالد ترامب، لاستكمال صفقة بقيمة 2 مليار دولار مع منصة العملات الرقمية بينانس، ما دفع منتقدي ترامب إلى اتهامه بتضارب محتمل في المصالح.

ومنذ عودة الرئيس ترامب إلى الحكم، شهدت الشركات التي تديرها عائلته توسعًا سريعًا في علاقاتها مع الإمارات، من خلال سلسلة من صفقات العقارات والاستثمار التي تؤكد على الأهمية المتزايدة للإمارات في استراتيجية ترامب الاقتصادية والدبلوماسية. كما لعبت دول المنطقة دورًا مهمًا في مبادرات ترامب الدبلوماسية، وتُعد الإمارات حليفًا أساسيًا.

وقد صرّح البيت الأبيض سابقًا أن هذه الأعمال تدار من قبل أبناء ترامب، ولا يوجد تضارب في المصالح.

والإعلان عن العملة الرقمية أثار انتقادات لترامب بسبب تورط عائلته في مشروع تجاري يتقاطع مع حكومات أجنبية.

الصفقة، المدعومة من شركة MGX الإماراتية والمُشرفة عليها مستشار الأمن الوطني في الإمارات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، تبرز تشابك المصالح المالية المتنامي بين أعمال عائلة ترامب والنظام الملكي الخليجي.

وقد أعلنت MGX، وهي شركة استثمار تقني مدعومة من صندوق مبادلة وشركة الذكاء الاصطناعي G42، أنها ستستخدم عملة USD1 — العملة المستقرة التي أطلقتها عائلة ترامب — ضمن صفقة استثمار بقيمة 2 مليار دولار في بينانس.

وكُشف عن الصفقة خلال مؤتمر العملات الرقمية Token2049 في دبي، على لسان زاك ويتكوف، الشريك المؤسس لشركة World Liberty Financial وابن مبعوث ترامب السابق إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وتُدار World Liberty Financial من قبل كيان مرتبط بعائلة ترامب، ويشغل إريك ترامب وزاك ويتكوف مناصب بارزة فيها. ويعكس انخراطهم في هذه الصفقة ذات الرهانات العالية النفوذ المتزايد لعائلة ترامب في مجال العملات الرقمية وفي دوائر الأعمال الخليجية.

وتأتي هذه الصفقة في أعقاب سلسلة من مشاريع “منظمة ترامب” في الإمارات. أبرزها مشروع “ترامب تاور دبي” – برج فاخر من 80 طابقًا بالشراكة مع شركة دار غلوبال، والمقرر الانتهاء منه في عام 2031. سيتضمن البرج فندقًا، وشققًا سكنية، ومرافق منها مسبح في أعلى نقطة بالبرج.

وفي مارس الماضي، تعهدت الإمارات باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، مع التركيز على مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة وأشباه الموصلات. وقد تم الاتفاق على هذه الاستثمارات خلال اجتماعات بين ترامب ومسؤولين إماراتيين، مما يعمق الروابط الاقتصادية بين البلدين.

ورغم أن استثمارات الإمارات في قطاعات أميركية حيوية مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة عززت الروابط الاقتصادية، فإن منتقدي ترامب يرون أن ذلك يثير تساؤلات حول تأثير محتمل للدول الأجنبية على الاقتصاد والسياسة الأميركية.

وتأتي هذه التشابكات المالية المتزايدة قبل زيارة ترامب المرتقبة إلى الخليج بين 13 و16 مايو، ما أثار مخاوف من تأثير المصالح التجارية على السياسة الخارجية.

وقد وصف السيناتور كريس ميرفي الصفقة بأنها “فاسدة” و”على الأرجح غير قانونية”، بينما كتبت السيناتورة إليزابيث وارن على منصة X: “صندوق مشبوه تدعمه حكومة أجنبية أعلن للتو عن صفقة بقيمة 2 مليار دولار باستخدام عملة ترامب الرقمية.”

فيما قال زاك ويتكوف، الشريك المؤسس في “ورلد ليبرتي”: “نحن متحمسون للإعلان اليوم أن عملة USD1 تم اختيارها رسميًا لإتمام استثمار MGX البالغ 2 مليار دولار في بينانس.”

وصرّح متحدث باسم البيت الأبيض في 8 أبريل: “أصول الرئيس ترامب موجودة في صندوق ائتماني يُدار من قبل أبنائه. لا يوجد تضارب في المصالح.”

أما السيناتورة وارن فكتبت: “آخر فساد لدونالد ترامب؟ صفقة عملة مستقرة بقيمة 2 مليار دولار مع شركة تشفير أجنبية ستفيد أعمال عائلته.”

ومن المتوقع أن تُرسّخ زيارة ترامب إلى الخليج شراكاته التجارية المتنامية مع الإمارات، مما يعمّق التداخل بين النفوذ السياسي الأميركي والمصالح الاقتصادية في الشرق الأوسط.

وقد يؤدي ذلك إلى تصاعد الانتقادات بشأن تورط عائلة ترامب في الأعمال الدولية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.